قلمي ينحني سجودا امام عظمته
بشر ونجم الانسانية سطع فيها وهي
في ظلماتها سابحة
فلننطلق معه
خرج من بلدته طريدا شريدا ليس معه معين ولا نصير
كل الدنيا ضده فانطلق الى الطائف ليدعوا الى ربه
ويؤسس دولته العادلة ولكن وقع ما لم يكن بالحسبان
بعد عرض دعوته رجموه بالحجارة وسبوه وشتموه
فوقع بين المطرقة والسندان ولكنه سيد الناجحين
انطلق عائدا الى مكة من الطائف ومنذ خروجه من
الطائف وهو يفكر في دعوته ومصير دينه
ولم يستفق الا بقرن الثعالب ما اطولها من مسافة
وما اصعبه من ظرف ولا زال يفكر في الطريق التي سوف يشقها
ونزل الفرج بنزول القوة الملائكية جبريل وملك الجبال
قائلا له ملك الجبال يا محمد أأطبق عليهم الاخشبين
قوة اخرى تضاف الى القوة الملائكية قوة طبيعية قوة الجبال
فما اضعف قريش والطائف وكل الدنيا امام القوتين
فلخرج كلمته التي لا يزال صداها يتردد في التاريخ الى اليوم
نورا وهدى ونجاحا وفلاحا وتسامحا ونقاء وعفوا وكرما قائلا
((لا لعل الله ان يخرج من اصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا ))
وننطلق وتتغير الايام وينتصر الرسول صلى الله عليه وسلم
في بدر وتكون له منعة ودولة يلجأ لها وتبدأ علامات النصر
وتاتي غزوة أحد
وهُزمَ المسلمون واشتد الخطب بالنبي صلى الله عليه وسلم
وتحلق الاقدار ويكبر البلاء
ويشجج وجهه الكريم وتكسر رباعيته وتدخل حلقات المغفر في وجهه الكريم
ويقتل عمه واصحابه ويسقط في حفره
ثم يسطر الدرس الاخر في حياته العظيمة ليخرج مقولته
الناصعة الواضحة البيضاء الطيبة الطاهرة النورانية
قائلا :
(( اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون ))
وبعد ذلك دارة حياته الحربية سجال والعلمية ورسالته وأمانته
على أتم وجه ويحق الله الحق ويبطل الباطل
ويعود إلى بلده ظافرا منتصرا معززا مكرما
ويضم مكة الطاهرة الطيبة إلى دولته ويزيل
منها الأوثان و الارجاس والشرك
ويطهرها جعل الله الوسيلة من نصيبه
فيقوم قائلا لقريش
الذين طردوه أدموه قتلوا أصحابه وشردوهم
الذين حملوا كل معاني الحقد والكراهية له
والأذى بكل صورة وأشكاله
(( ما تظنون أني فاعل بكم ؟ ))
قالوا أخ كريم ابن أخ كريم
حتى أعداءه شهدوا لما تبين لهم مما سبق من حياته
فقال
(( اذهبوا فانتم الطلقاء ))
ما أعظمك من نبي وقد صدق الله
حين قال (( وانك لعلى خلق عظيم ))
مواقف وكل حياته مواقف
صور ناصعة وكل حياته ناصعة
لتكون درس لمن بعده لمن يدعون حقوق الإنسان
للمربين للآباء للأبناء لكل البشر
عن معنى
التسامح والعفو والعظمة والبطولة وكل صنوف الخير